وكمثل الاول والثاني كان اليوم الثالث مع اختلاق النشاط فاليوم يوم العناء الحقيقي والجهد المرهم انه يوم الحفر لوصلات المياه وما اقساه من عمل شاق في جو صحراوي وشمس القيظ الحارقه
بالفعل حملنا العده علي السياره النقل وركبنا بجوارها وانتقلنا لنوصل المياه للبيوت وفي الموقع الثاني كانت الشمس قد التهبت ولم اسطع ان اُكمل مع الرجال فبحثت عن ظل اتواري فيه من الشمس فلم اجد إلا بلوك كهرباء في منتصف الصحراء جلست فيه مع البعض نرتشف الماء لنبرد به اجسادنا وهناك كانت المفاجئه.....
بينما نتجاذب اطراف الحديث انا ورفاقي في المجموعه شعرت بوخزه في فخذي ..في البدايه ظننت انها شوكه من شوك نباتات الصحراء إلا انني بمجرد ان حركت جسدي رئيت عقرب يجري من تحتي!!!!!!!!! ....
نعم لقد لدغني العقرب . .....
فزعت حقا من لدغه هذا العقرب واسرعت الي احد المسؤلين اطلب منه ان يذهب بي الي مستشفي حتي لا اموت !!!!!
..و لو قدر لي ان اري تعابير وجهي وقتها لضحكت للابد.....
بالفعل كانت لحظات بطيئه المرور عليّ ...افكار غريبه , خوف , الم, وهم ، دعاء ,رجاء ,استغفار ........ الخ
اخذني احدهم علي موتوسيكل ليذهب بي الي الوحده الصحيه لاخذ المصل المضاد.... وفي الطريق توقف الموتوسيكل و رفض ان يدور لمده 3 او اربع دقائق شعرت انهم كالدهر خصوصا مع سريان سم العقرب الذي بدأت اشعر به وانقباض عضله فخذي بالاضافه الي حاله الوهم التي كانت تعتريني... إلا ان الموتوسيكل استجاب ودار من جديد لنذهب الي الوحد الصحيه التي نزلت اليها لافاجئ بأن المصل غير موجود عندهم وانه فقط في المستشفي العام ...وهنا تسارعت نبضات قلبي و نطقت بالشهادتين ولزمت الاستغفار عندما ظننت ان هذه المستشفي بعيده وانني لن اكمل الطريق حيا ..إلا ان سائق الموتوسيكل اخبرني عندما سألته متوترا عما إذا كانت هذه المستشفي بعيده فاجاب بالنفي واننا سنصل في غضون دقيقتين ...
بالفعل لم تكن بعيده إلا انني شعرت انها بعيده بالطبع...ولم تهدأ نبضات قلبي إلا بعد ان طمئنني الدكتور الذي اعطاني المصل ....
وعدت سالما الي الرجال من جديد إلا انني بعد ان هدا روعي تذكرت شي اخذت افكر فيه
عندما ذهبت الي الوحده الصحيه ابحث عن مصل العقرب الذي لدغني وجد شئ تعجبت له كثير كانت هناك لافته مكتوب عليها " من الشعب الامريكي "واظن ان مثلها كانت في المستشفي فأخذت في التفكير كيف يلعب هؤلاء القوم اللعب بمنتهي الذكاء فلافته كهذه تستطيع ان تغير رأي اناس مثل اهل الواحات البسطاء في قوم مثل الامريكان فهم قوم مسالمون والاميه تغلب علي اكثرهم ربما لا يكون لهذه اللافته هذا الاثر الذي اتوهمه ولكنني حتي لحظتي هذه اذكر شعوري عندما قرئتها
"تبأ لكم ايها الامريكان فلتخسئو بعيدا عنا حتي لو متنا من فتك الامراض فهي اهون علينا من فتككم الخفي بنا"
لا ادري هل انا منفعل بشده ام ان هذا هو الشعور الذي من الطبيعي والمفترض ان اشعر به
وهنا يجب ان نتوقفت مره اخري لنسأل السؤال المرير اين دورحكومتنا المبجله لنشر الوعي او علي اسوء الفروض التعليم بين هؤلاء القوم الذين لاحظت عندهم ملاحظه غايه في الغرابه وغايه في الاهميه
لاحظت ان هناك فجوه عمريه عندهم فوجدت هناك الشيوخ والاطفال اما الشباب من سن الثامنه عشر الي الاربعين فلم اصادف منهم احد...اين شباب الواحات ؟؟؟ سؤال اخر تعلق في رأسي اردت ان اطرحه علي حكومنتا المبجله وعلي رئيسنا المحترم؟؟....ايها الواحات البحريه الي اين ؟؟؟...يا بلادي علي فين ؟؟؟
لم تختلف احداث اليوم الثاني عن احداث اليوم الاول إلا في نوع النشاط الذي شرعنا في العمل فيه فكان اليوم الثاني من نصيب فريق "الاسقف" المعني بتسقيف بيوت البسطاء ممن يعيشون في بيوت غير تامه التسقيف .
ومع دقات العاشره بدأت المهمات , وتوالت البيوت ووفقنا الله ان نكون المجموعه الوحيده في فريق التسقيف التي تنجز اسقف ل 7 حالات وهو رقم قياسي ليوم واحد.
واثناء عملنا في كل بيت كان صاحب البيت يأتي لنا بما يتيسر له فتاره بتمر واخري بشاي واخري بعصير مانجو"كيلو المنجه في الواحات ب5 جنيه وزي العسل"
وفي احد البيوت قدم لنا العصير طفل في الحاديه عشر من عمره فأخذت اكلمه ومن بين الاسئله المعتاده التي نسئلها للاطفال في مثل سنه "انت عايز تطلع ايه ؟"..وكان جوابه مباشره "مش عايز اطلع حاجه" فأعدت عليه السؤال متعجبا فتلقيت نفس الاجابه والعجيب ان الدليل (الرجل الذي يرشدنا لاماكن البيوت) سمع رد الطفل وكان تعليقه
"هوا فيه احسن من انو مش عايز يطلع حاجه " ....
وهنا اجتاحني سؤال ...كيف تكون حياه طفل خاويه من الامثله التي يتمني بعقله الصغير ان يصل اليها و التي وان كانت واهيه كأن يصبح رائد فضاء او عالم ذره وهو لا يعلم ماهيه الذره إلا انها موجوده بداخل عقله ....كيف؟؟؟
لم اجد حتي الان اجابه ..كل ما دار برأسي وقتها هو قول "حسبي الله ونعم الوكيل " فهذا الطفل في رقبه من تركوه بغير قدوه ولا اقصد بالطبع اهله ولكن اقصد من تربعو علي ثروات بلد غنيه بأهلها قبل ثرواتها ولكنهم ابو إلا ان يكنزو الذهب والفضه ويتركوها خاويه علي عروشها .......
وإذا كانت بدايه اليوم الثاني لم تختلف عن بدايه اليوم الاول فنهايه اليوم الثاني حملت من الاختلاف الكثير فمع دقات التاسعه والنصف مساءا بعد ان عدنا من يوم شاق ذهبت الي الغرفه لاحظي بقسط من الراحه .
رفيقي بدا له اليومين السابقين شديدي الجفاف من جانب المتعه والصحبه المبهجه لكنه لم يلبث ان وجد ضالته مع من بدأ شعور الجفاف يلح عليهم ايضا فأرادو ان يحظو ببعض التغيير فعلمو (لا اعلم كيف ولا مِن مَن) ان هناك حفله بدويه ستقام مساء اليوم علي انغام المزامير فبدا لهم الامر شيق وشرعو في تدبير وسيله مواصلات تحملهم الي الحفل .
عرض علي رفيقي ان اذهب معه ..ولا انكر انني كنت سأذهب ولكنني في اللحظات الاخيره تراجعت بعد توفقت لحظات لافكر في الامر .
اول ما دار ببالي هي اسباب وجودي في هذه القافله و بالطبع لم يكن في الذهاب الي حفل بدوي من ضمن هذه الاسباب لانني ببساطه لست في رحله ترفيهيه..
الامر الثاني والاهم هو علمي التام بالصدام الذي سيحدث بين المنظمين الذين يغلب عليهم الطابع الديني وبين العازيمن علي الذهاب لحفل مزماري النغمه......
دون الدخول في ملابسات.... كنت اعلم ان هؤلاء سيعارضون هؤلاء بدعوي الحرمانيه وكان ما توقعت فبعد ان تراجعت وقفت اشاهد من بعيد كما افعل دائما عندما يحدث امامي موقف شائك كهذا وتعريفي للموقف الشائك هوا الموقف الذي اعجز فيه ان انحاز لاحد الطرفين لوقوع الامر في دائره الخلاف المشهور تماما كما في حاله حرمانيه الغناء والمعازف التي نحن بصددها
وهنا توقفت افكر في فعل كلا من الطرفين ..
الطرف الاول(العازمون علي الحفل)..... لو كان الهدف من هذه القافله واضح امام اعينهم لما فكر احدهم ان يستفسر من الاساس عن مثل هذا الحفل وعلي رئسهم رفيقي الذي اذكر ابتهاجه وهو يقول لي عن من اخبره بأمر الحفل "هيا دي الناس الي بتجيب من الاخر "
وهكذا اظن ان جميع من ذهبو للتفريج عن انفسهم لم يفكرو انها 3 ايام وفقط 3 ايام فلتكبح جماح نفسك فيهم ثم لتفعل ما تشاء بعدها !!!.....
اما الطرف الاخر (المعارضون بالحرمانيه ) فهم كمنظمين للرحله لم يقدمو البديل القادر علي التفريج عن هؤلاء ولكن في المجري الصحيح الحلال ....فقط كانو يتحدثون ويتحدثون ويتحدثون ويتحدثون ... والغريب ان حديثهم مكرر وممل ويفتقد الي الجانب الحقيقي للتأثير ...وهذا هو بعينه ما تفتقده المؤسسه الدينيه في بلادنا ...هم يحرمون وينادون بالوقوف عند حدود جامده دون ان يحاول احدهم بناء جسور جديده بين القديم الجامد والحديث المتغير بشده واطراد ..نعم وقف المنظم علي باب النزل وقال لهم ان المزمار حرام وهو برئ مما سيفعلوه وانتظرهم حتي عادو في الثانيه صباحا وعنفهم مره اخري ...
عزيزي المنظم كنت تملك ان تجذب روح الترفيه التي نبتت بداخلهم...... فلتصنع مسابقه شيقه او كنت لتحضر ماده فلميه مفيده ليشاهدها هؤلاء الباحثين عن التغيير وغيرها وغيرها ....فقط اكتفيت بألقاء الحرمانيه في وجه هؤلاء ولم تحاول جذبهم بطريقه غير مباشره جعلتهم يلقون بكلامك عرض الحائط
وهكذا هو الامر دائما ...الامراض العضال التي تتملك مجتمعنا ما هي إلا نتيجه طفيليات صغيره كمثل هذه المواقف ملئنا بها حياتنا دون ان نلقي لها بالا فتتفاقم الامراض ويبلي الجسد وهو بالضبط ما نعيشه الان ولاحول ولا قوه إلا بالله
.....
كانت الساعه قد تجاوزت الثانيه صباحا عندما اشهر النوم اسلحته في وجهي فأستلقيت علي السرير المخصص لي في الحجره التي شاركني فيها رفيقي وثلاثه اخرون كان من بينهم رجل في مثل سن ابي لم استطع إلا ان ابدي له كل الاحترام خاصه بعد ان علمت ان ابنه معنا في القافله .
خلدت الي النوم وانا اعلم انني لن اهنئ فيه.... فصلاه الفجر بعد ساعتين ثم موعد بدأ العمل في السبعه والنصف كما اخبرونا ...... إلا ان النوم كان اسرع الي عقلي من التفكير في قله ساعاته فنمت وانا اقول "عالبركه"
وكما حسبت ..استيقظت مرتين احدهما للصلاه والاخري للعمل لكنني لم اشعر بالحاجه الي النوم كما كنت اتوهم .. ربما هي البركه كما رأيت يومها وبعدها .
تجمعنا في حديقه النزل ليذهب كل منا الي النشاط الذي سيختاره ليعمل فيه هذا اليوم وكان من بين الانشطه" توزيع المساعدات وفرش العرائس ","عمل اسقف للبيوت","عمل وصلات مياه ", "معارض بيع الملابس "....وكان اليوم الاول من نصيب التوزيع ....
يومها استوقفني امر يستحق ان يروي ..........كانت اولي القري التي بدأنا التوزيع بها قريه بسيطه الي حد كبير فليس بها حوائط نخل كثيره والبيوت الكامله بها قليله.... وكنا نوزع بها غسالات وبوتاجازات واسِره ...
توقفت السياره امام باب احد البيوت إلا ان صاحبه البيت لم تكن بداخله ولاحظنا ان هناك امرأه تغطي وجهها بجزء من طرحتها تنظرالينا وتقدم قدم ثم تؤخراها مره اخري وهي تنادي بأسم ...تعجنا من امرها ولكن سرعان ما رأينا صاحب الاسم يخرج من البيت الذي نقف امامه مسرعا انه طفل لم يتجاوز العشره اعوام اشارت اليه المرأه التي علمنا انها صاحبه البيت نحو حائط الحظيره الذي كان به مكان لباب قد سُد بالطوب الابيض ولكنه لم يوضع بينه الاسمنت كما في بقيه الحائط فأسرع الطفل وبقوه تعجبت منها لطفل في مثل سنه دفع الطوب فأنهار الباب لتعبر امه الي داخل البيت من باب الحظيره الداخلي ...
استوقفني الامر كثيرا.....
لماذا لم تدخل من باب بيتها؟؟؟!!
هل مجرد وقوفنا امام باب المنزل يجعلها ترفض ان تدخل منه؟؟!؟!
هل يستحق الامر ان تجعل طفلها يهدم الباب؟؟!!
الاجابه تمثلت امامي مختلطه بنظره احترام كبير لمدي العفاف الذي تتمتع به هذه المرأه ومدي تمسكها بتقاليد واعراف ربما يقول عليها الكثير متخلفه.. ومدي مراعتها لغيبه زوجها وحياءها من ان تعبر امامنا او مجرد ان نري وجهها..
وما استوقفي ايضا هو استجابه طفلها لامرها مباشره دون تعليق علي مدي غرابه الطلب او صعوبته علي طفل في مثل سنه !
لم املك وقتها الاحترام الحقيقي لهؤلاء القوم الذين حافظو علي انفسهم في زمن ضاعت فيه قيم واندثرت فيه اخري ...إلا ان النظره لم تستمر حتي نهايه اليوم!!
بعد ان انتهينا من انزال حموله السياره الاولي انطلقنا لنٌحمِل اخري لنذهب لنوزع حمولتها ....
ومن جديد توفقنا كثيرا وكثيرا لنوزع...وفي احد الشوارع نزلت لاوزع اكياس الطعام علي بيوت متجاوره وكان معي الدليل الذي يرشدنا الي البيوت المسجله لتأخذ حصتها وبينما نسلم حصه لبيت ونتوجه لاخر وجدت بنتين تخرجان من البيت الذي سنوزع له كانت البنتين في سن من الخامسه عشر الي الثامنه عشر او ما بينهما يتقدمان نحونا بلا حرج ليأخذو مننا الحصه يدا بيد دون حرج ايضا.... ولكن ما قتلني تعجبا هو مِشيتهن...... لم تكن تحمل سمه الوقار الذي اعتدت عليه من نساء الواحه ...نعم كانت مشيه "مش تمام".
رفضت ان اسلم بهذا الاستنتاج...... وعلي مدي خطواتي لاعود للسياره النقل والتي اعبر فيها امام البيت الذي خرجت منه البنتين كنت اقنع نفسي ان نيتي السيئه وتدني اخلاقي الذي سمح لي بالنظر اليهن هو السبب وراء هذا الاستنتاج ...ولكنني سرعان ما ادركت الامر برمته مع اولي خطواتي بجوار باب المنزل...
اخترقت اذني كلمات ليست غريبه علي مسامعي ...كلمات اعلان "روتانا سينيما مش هتقدر تغمض عينيك"!
ولم يكذبني نظري عندما نظرت لاجد جهار التيليفزيون يتربع علي عرش ناصيه حجره البيت ..وقتها فقط زال عجبي .
نعم استطيع ان اقول لك وبملئ فمي ان روتانا واخوتها هم المسؤولون عن الفجوه الرهيبه بين سلوك هاتين الفتاتين وسلوك صاحبه المنزل والطفل الرجل .
وهنا علينا ان نتوقف كثيرا وليس قليلا لنطرح علي عقولنا اسئله ونحاول الاجابه عنها بعيدا عن التشدق بشعارات فارغه .
التليفزيون ...هذا الجهاز الذي لا يكاد يملأ عشر معشار حجم بيت استطاع ان يملأ رؤوس وعقول فارغه حتي نهايتها بل وان صدقني التعبير استطاع ان يقضي علي ثقافه وموروثات عقديه وتقليديه بلا هواده وبكل سهوله, فهؤلاء الفتيات ليسو إلا ضحايا لهذا الجهاز اللعين الذي بدونه كانت كل فتاه من هاتين الفتاتين ستكون مثال اخر للعفه كما كانت صاحبه البيت الذي لم يدخله واما عن القائل بأن الحكم عليهن الان متسرع وانه كان علي ان انظر اليهن عندما يصلو الي سن صاحبه البيت او عندما يتزوجو فسيكون ردي انني ممرت ببيوت بها بنات من نفس سنهن ولكن بلا تليفزيون فلم اجد غير ما وجدت عند صاحبه البيت من عفاف و حياء .
الامر يحتاج الي رويه في التفكير ......ولا اري الان إلا سؤال افكر في اجابه جديا..هل أٌدِخل علي اولادي في المستقبل هذا الجهاز اللعين ويتجرعو هذه القيم الممسوخه ام اكون واقعي وحازم وامنع دخوله في بيتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رحله علي بساطتها حملت معها معاني حقيقيه توقفت عند الكثير منها ... اليكم قبسات من هذه الرحله الجميله...... ولبندأ من اللحظات الاولي
لم ُاعِد لهذه الرحله وانما جاءت بالصدفه البحته بدأت بإضافه عشوائيه علي الفيس بوك لشخص يدعي عبد المنعم علمت منه ان جمعيه رساله تنظم رحله (قافله خير) الي الواحات البحريه في يوم الخميس القادم_22/7/2010_ وبنظره بسيطه الي جدول اعمالي وجدت ان الفراغ يسيطر علي القريب القادم منه ,فعزمت علي الذهاب واتفقت معه علي انني سأنتظر منه مكالمه تأكيد .
لم يمر سوي يومين علي كلامي معه واغلق الفيس بوك حسابي لديه وضاع معه عبد المنعم وفشلت محاولاتي في العثور عليه مجددا علي الحساب الجديد ,كما انه لم يتصل بي كما اخبرني حتي يوم الاربعاء الذي يسبق يوم خروج القافله .
استسلمت للفراغ ...
وفي احدي جلساتي علي الانترنت قبيل صلاه المغرب ليوم الاربعاء كنت اتصفح بريدي الالكتروني , وكان من عادتي انني امسح جميع الايميلات التي يرسلها الفيس بوك علي الايميل بجميع التجديدات اول بأول ..لولا انني وجدت بعض من هذه الايميلات لم امسحهم قبل ان يغلق الفيس بوك حسابي وكان من بينهم رساله بتجديد من عبد المنعم .
استطعت ان اصل اليه واضفته من جديد ولم تمضي دقائق حتي بادرني بالقبول وهذا لا يحدث إلا نادرا ان تضيف احدهم ويقبل في دقائق .....لم اضيع وقت وكلمته واستقر الامر علي ان تجدد العزم من جديد علي الذهاب الي قافله الواحات البحريه..
في صباح هذا اليوم كنت اتحدث مع ابن خالتي عن زكرياته ايام التزامه وشنط رمضان التي كان يشارك في تعبئتها فجائني ان اخبره بأمر القافله عل الله يجزيه ثوابها .
وبالفعل كلمته ...تردد كثيرا خاصه ان مثل هذه الاشياء لم تعد تروقه كما الامس في ايام الالتزام وتبدلت اتجاهاته الي رحلات الساحل ومارينا وغيرها مع الاصدقاء والاحباب اصحاب التوجهات المماثله ...إلا انني حصلت منه علي الموافقه بعد الحاح في صباح يوم الخميس...حزمنا الحقائب انا ورفيقي وتوجهنا الي جمعيه رساله بالمندسين وهناك صلينا المغرب والعشاء جمع وقصر ثم ركبنا الاوتوبيسات ....
رحله كهذه توقعت ان اجدها تحمل النكهه الدينيه سواء من المنظمين او من المتطوعين ...وكان كما توقعت فمنذ اللحظات الاولي في الرحله بدأ احد المنظمين بترديد دعاء السفر ونحن وراءه ..وبالطبع لم يتركو وقت كهذا دون التذكير الملح بالنيه والثواب الكبير والاجر العظيم لمثل هذه القوافل ...واستمرو في الحديث طوال الطريق الذي كان من المفترض كما اخبرونا ان يستغرق اربع ساعات ونصف ..إلا اننا لاسباب اجهلها حتي الان اخذنا السواق الي شارع فيصل لنقطعه كاملا في ظل الزحام القاتل و استغرقنا في هذا الامر قرابه الساعه لنصل الي مشارف مدينه 6 اكتوبر لنمسك ببدايه الطريق الفعلي ..
حتي هذا الوقت لم يتوقف المشرفون عن الحديث والتذكير الذي ابدي رفيقي امتعاضه الحقيقي من تكراره من اكثر من فرد من المنظمين ...وبينما احدهم منهمك في التذكير ...وجدنا الاوتوبيس يتوقف دون سبب!!!؟
اصابه العطل ...ونحن مازلنا لم نغادر مدينه 6 اكتوبر ....نزل السائق ليحاول تصليح العطل ثم عاد وادار المحرك فدار واستجاب بعد ان ظننا انه قد تعطل .
بالتحديد هي دقيقه قضيناها نقهقه ونتخيل ما كان سيحدث لو تعطل الاوتوبيس بالفعل ..إلا ان الاوتوبيس ابي إلا ان يراجعنا في ضحكاتنا وتوقف مجددا معلنا قراره النهائي بالتعطل .
وفي عرض متردد ممزوج بالمرح ان نعود الي ادراجنا اقبل علي رفيقي ...،خاصه اننا مازلنا قريبين إلا اننا عدلنا عنه وغصنا في الصحراء الملاصقه للطريق نتكلم ونضحك تحت ضوء القمر.
وبينما انهمك السائق في معاوده الاصلاح اخبرونا ان اوتوبس اخر سيأتي في غضون ربع ساعه إلا انني كنت علي يقين بإستحاله صدق هذه المده
توقفنا بين انتظارين قرابه النصف ساعه ..ننتظر اما ان يأتي اوتوبيس اخر ونكمل او تفلج محاولات السائق في ايقاف احد سيارات النقل والحصول منها علي الجزء اللازم لاصلاح الاوتوبيس وكان الاخير هو الاقرب رغم انقطاع املنا بتحققه .....ورزقنا الله بسياره نقل لم تستجيب فقط لاشاراتنا لتتوقف ولكن وجدنا مع سائقها دلو ملئ بعدد كبير من الجزء المطلوب .
بحمد الله اصلح السائق العطل واستأنفنا الرحله انا ورفيقي الذي مازال يحمل في نفسه شئ من هذه الرحله فأستغل اقرب الفرص واخلد الي النوم تاركا خلفه مشرفين الرحله ليكملو حديثهم الذي راي انه لن يتوقف, اما انا فلم يغالبني النوم و ظللت اسمع حديث مشرفين الرحله خاصه بعد ان تحول الي مسابقه الفائز فيها يحصل علي 10 جنيه رصيد مدي الحياه..... إلا انني لم افز حتي انتهاء المسابقه.
انتهي الحديث قبل ساعه من ميعاد الوصول وانتقلت من مقعدي في وسط الاوتوبيس الي المقعد الاول خلف السائق لاشاهد الطريق الذي اخد السائق يروي لنا مغامرته عليه.
وبالفعل كانت هي الساعه.. وصلنا الي الواحات واستيقظ رفيقي ونزلنا في" نزل الشباب الدولي "بالواحات وهو مكان لا اكاد اعطيه نجمه واحده إن اكرمته ولكن ليس هذا هو بيت القصيت في هذه الرحله فأنا لم احضر لاتفندق واخُدم خدمه 5 نجوم إلا ان رفيقي لم يترك الموقف يمر دون بعض كلمات السخريه اللطيفه خاصه بعد وجبه العشاء العظيمه التي قدموها لنا .