الخميس، 6 ديسمبر 2018

هذا البيت 3/10 ... مكة الحبيبة



كان طريقا طويلاً ...أطول من ان قدرتي الخرافية علي النوم ... فأنا اعتدت في السفرات الطوال أن أضع رأسي عند الركوب فلا ارفعها إلا مع الوصول إلا أن طريق مكة اعجزني نمت وقمت ونمت وقمت ثم لم استطع النوم مرة اخري حتي اقتربنا من الجحفة (رابغ) وهي ميقات أهل مصر والشام ومن جاء من طريقها.
  وصلنا الميقات وكان الوقت ليلاً وإن لليل وطئاً علي القلب لا تجده إلا فيه ... فما ان وصلنا حتي نزلت بي مشاعر الرهبة والإجلال تشعر وكأن هناك اختلاف بين ما اعتدت عليه في كل شئ وبين ما تشعر به الان اصوات الناس خفتت وملامح وجوههم سكنت ولباسهم لم يعد يلفت انتباهك فالجميع قد احرموا .
نزلنا وذهبنا للإغتسال وارتدينا الاحرام ثم نوينا الحج متمتعين وصلينا بالمسجد ثم عدنا لنكمل طريقنا... وكلما اقترب موعد النظر إلي الكعبة  زاد الشوق وتعاظم الحنين ومُلئ القلب من رهبة ومن رغبة وارادت العين أن تمتلئ من نور جلالها وبهاءها

ايا كعبة الرحمن كم عظمت امانينا ..... طواف بين اركانك يقربنا ويحينا 
ويملئ نورك الوهاج أعيننا و ما اعظم ..... جلال البيت بيت الله حادينا (هادينا)
وفي الطريق تسلل ذلك النداء العذب الجميل مجددا لقلوبنا قبل السنتنا  .... لبيك اللهم لبيك ...لبيك لا شريك لك لبيك.. .أن الحمد والنعمة لك والملك ..لا شريك لك.. لبيك اللهم لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك
إن من أوقع ما تجده في قلبك من الحج أن تشعر بهذا النداء ... لا يوازيه عندي شئ ... أي ربي قد جئت بي الي هنا ومننت علي ...أي ربي لبيك .... لبيك احمدك .... لبيك اشكرك .... لبيك لا اجد كلمات تفضي بما في صدري لك .... لبيك يا ربي لبيك 
ومع كل تلبية يسير شريط حياتك قبل الحج امام عينك سقطاتك ذلاتك سوء خلقك انتكاساتك التي لا تحصي عددها ثم تذكر فضل الله عليك بأن اصطفاك وجاء بك الي بيته ليغفر لك ! .... أي ربي كم زاد فضلك وطاب كم عظمت مغفرتك وعفوك ... أي ربي لبيك

امتلئ الباص بأصوات التلبية وامتلئت معة قلوبنا رجاءا في عفو الله وبدأ الباص في التحرك  وخرجنا من الميقات الي السكن  ووضعنا حقاءبنا سريعاً لنتحرك مجدداً الي الحرم الذي كان علي بعد دقائق .
وصلنا 
ثم كان اللقاء وما ادراك ما اللقاء

ليست هناك تعليقات: