امس .....
وفي نفس هذا الوقت تحديدا .... اطفأ سيجاره وهو ينفث اخر انفاسها في الهواء .....
قطع علي نفسه عهدا ان يتوقف عن التدخين للابد ......
كتب علي الحائط.... ممنوع التدخين .....
اليوم ...
عاد الي غرفتة بعد يوم شاق ...
نظر الي الحائط ...........
تعلقت عيناه بالكلمات لثواني طويلة .........
اغلق عينيه...............
التقط علبة السجائر ....
اشعل سيجاره ..... نفث دخان سيجارتة وقد ارتسمت علي وجهه ابتسامة ....
ابتسامة حزينة !
اضافه منذ ما يقرب الشهرين بعد جلسه اصدقاء جمعت كليهما ولم يكلم احدهم الاخر..وخلال الشهرين علم عنه الكثير بعد تصفح بروفيله وصوره واصدقاءه بالاضاقه الي تعليقات علي ستاتس له..اليوم صادفه في الشارع ..لم يسلم عليه... لم يكلمه ..تحاشي النظر اليه وعندما عاد....ازاله من قائمته لانه ادرك......... انه لا يعرفه.
عندما ذكرته امامها تذكرت كيف كان حالها يوم ان مات منذ سنتين و ظننت انني هيجت بداخلها احزان عظيمه إلا انها اكتفت بإبتسامه خفيفه وهي تقول احنا ولاد النهارده .
كان يشعر بالضيق الشديد في ذلك اليوم....زارته في بيته ..اخبرته بحبها... .تفننت في اخراجه من حالته...حاولت اسعاده .. اراد ان يخبرها انه لم يشعر بعاطفه نحوها ابدا..ضمته اليها ... صمت واغمض عينيه ..قال احبك.
ربما لو رأها مره اخري كما تمني كثيرا.... لصمت... و اكتفي بنظره خجوله كما فعل في المره الاولي .... ربما لو رأها مره اخري ....لما احبها هذا الحب الافلاطوني...ولما ازدادت جمالا وبريقا في خيالاته التي يرسمها لها كل ليله ........ربما لو رأها مره اخري لوجدها ليست ابدا كما وصفها لنفسه ...لوجدها سراب !
كتم صوت التلفاز والتقط هاتفه ليرد علي صديقه نشأت الذي هنئه بالحج وتمني له ذنب مغفور و سأله الدعاء ...انهي المكالمه بدعاء صادق لصديقه وتمني ان تجمعهما الحجه القادمه ..... اغلق الخط .... التقط ريموت التلفاز .... اعاد الصوت ليكمل مشاهدته للقناه ....قناه " التت " .......
اراد ان يصرخ في وجه المجتمع ..اراد ان تكون صرخته مسموعه ... صنع مشنقه لا تخطأ الموت ..نصبها في منتصف الطريق.... وضع رأسه بين فكيها ....وصرخ
تجرع نور اخر رشفة من كانز "بيريل " وهو يجلس مع صديقه اشرف في نفس المكان الذي جاسا فيه منذ ثلاث سنوات .....تذكر عندما منعه اشرف من القاء فارغ الكانز في الشارع متعللاً بأن هذه بلده ويجب ان يحافظ عليها .....قبل ثلاث سنوات كانت 25 يناير ..... علق نور فارغ الكانز بين اصبعيه ونظر الي اشرف .... فعل اشرف مثله وابتسم .... رفعا يديهما لأعلي .... افلتا الفوارغ ..... انطلقا ..........
اراد ان يدافع عن كرامته ...راي ان الجميع سيشاهدونه ويتركونه وحده ....ادرك ان عليه ان يوقظهم..... علم ما عليه ان يفعله .....سقطت من عينه اخر دموع الحياه ...ودّعها..اخبرها ان عليه ان يوقظهم ....صفع الباب في وجوههم وخرج يدافع ....ويوقِظ
وعندها ... قام مسرعا ليخرج بطاقتة وينظر متمعناً الي تاريخ ميلاده .... لكن ما وجده من سنوات في بطاقته لم يكن ابدا كمثل السنوات التي شعر انه يحملها لحظتها .... لم يكن ابداُ !!!