الثلاثاء، 27 يناير 2009

الجدار

ربما اذا نظرت الي الجدار الذي تجلس بجواره ستري بعينك ما اتحدث عنه .....انه ذلك الجدار الذي تسميه حائط ولا تعطي له قيمه لانك ببساطه تعتبره مجرد حائط من الطوب ولكن.............
هو ليس كذلك فقط ..فهو ايضا الحاجز الذي يمنع عيون الاخرين من اختراق خصوصيتك وهو ايضا الذي يسترك حين تفعل ما يشينك اذا راءك الناس تفعله ....وكم من جدار ستر افعال لو علم بها لضاع اصحابها وحدث ما حدث.....
ولتنظر معي الي ما تضعه علي جسدك من قطع من القماش اليست هذه الملابس جدار ؟! نعم....فهي الحاجز بين عورتك وعيون الناس ولو زالت لفضحت عورتك.
وعلي هذا يظل صمت الجدار هو الشاهد علي صدقه في عهده فقد عاهد كل من يبنيه او يصنعه ان يظل صامتا مهما راي من الناس.
ولكن هل يتوقف مفهوم الجدار في الوجود علي الجدارالمادي حولنا؟؟؟ ....دعني اجيبك علي هذا السؤال

و لكن انظر حولك جيدا اولا ودقق واجعل نظرتك اعمق من مجرد نظره ماديه وابحث في نفسك و في الاخرين وفي العلاقات البشريه كلها وفي كل شئ حولك ستجد نوع اخر من الجدر ..... انه الجدار المعنوي .
فالحد الفاصل بين الصواب والخطأ الا يمكن ان نسميه جدار,الفارق بين الخير والشر الا يمكن ان نسميه جدار ,الوقت الذي بين ساعلت الصحه وايام المرض, النقطه التي تفصل بين الجنون والعيقريه الا يمكن ان نسميهم جدار....نعم يا سيدي يمكن ان نسميهم جدار.
ولا يقتصر وجود الجدر علي الخطوط الفاصله بين الاشياء وضدها فقط وانما يمتد الي الغلاقات الانسانيه بين الناس فبين كل انسان واخر جدار بل ليس جدار واحدا بل انهاجدر كثيره .. فالشخص الذي تراه يمشي بجانبك في الطريق لا تعرفه ولا يعرفك تظل هذه الحواجز بينك وبينه تمنع مرور اي جزء من المشاعر الانسانيه المختلفه تجاه هذا الشخص وبمجرد حدوث اي احتكاك بينكم تبدأ الجدر بالانهيار فمثلا اذا شعرت براحه تجاه هذا الشخص انهار جدار الوحشه بينكم واذا تقربت منه وعرفته اكثر انهار جدار الجهل بينكم وتستمر هذه الاجدار في التحطم كلما ازدادت العلاقه الانسانيه زياده في جانب المحبه حتي نصل الي الصداقه القويه اذا كانت العلاقه بين اثنين من نفس الجنس او الحب الصادق اذا كانت بين جنسين مختلفين فالحب هو الصخره التي تتحطم عندها كل الحواجز.
..اما اذا حدث العكس وبغضت ذلك الشخص ينهار جدار الحب بينكم بل وتبني نفسك بداخلها جدر اخري تحول بينك وبينه اكثر.
وهكذا تتحطم جدر وتبني اخري في انفسنا ونحن لا نشعر بشئ .
فهلا وقفنا علي اعتاب نفوسنا لحظه قبل بناء اي جدار بها او تحطيمه حتي لا نندم بعد ذلك علي جدار بنينا ه ثم اكتشفنا بعد ذلك ان بناؤه كان غلطه ,او جدار هدمناه وكان في بقاءه صامدا كل الخير؟.
وعلي هذا وبعد ان عامنا ان الجدر حولنا في كل مكان ..في البيت والشارع في الخيال والواقع بل في نفوسنا وضمائنا نفسها علينا الا نقللل من شأنها ونوليها قدرا من الاحترام علي صمتها الدائم مع ما تراه من اخطاء واهوال من اهواء وافعال...ولك ان تتخيل اذا انهارت كل الجدر حولنا المادي منها و المعنوي كيف ستكون الحيااه ؟؟؟؟!!!!.

ليست هناك تعليقات: